وجيه وهبة
من عمق التعبيرية الي كثافة التجريد
التعبيرية اتجاه في الابداع التشكيلي .. نابع من الذات .. بل هو تجسيم للعاطفة الانسانية .. وتكمن في جوهرها من تلك المشاعر والاحاسيس التي يصبغها الفنان علي الاشياء..فيكسبها بعدا اخر في الزمن .. بعدا دراميا يمتد بالتحريف ويخرج علي الصور المكررة والمحفوظة لما نراه في الطبيعة .. يبدو مختلفا ومعاكسا في اللون والتكوين والايقاع .. وبقدر خروج الفنان علي الطبيعة بقدر ما يشكل مساحة خاصة وابجدية لونية جديدة قد تصبح فيه الجياد زرقاء والوجوه الانسانية خضراء .. بينما تتحول الامواج الصاخبة من فرط فورانها الي الاحمر الناري .. ونطالع الشمس في رداء جديد ربما من البنفسجي او البيج .
ومن هنا يبدو الوجود كله في التعبيرية امتدادا لروح الفنان ونفسيته كما يقول الناقد نعيم عطية كما يعد الفنان في نظر التعبيرية مركزا للكون بل والكون كله نابع منه .. فعندما يكون في حالة من . . الحزن يصبح الوجود كله قاتم الالوان حتي ولو كانت الشمس ساطعة .
يقول فان جوخ في احدي رسائله لاخيه ثيو : (( انني بدلا من ان احاول ان انقل كل ما راه امام عيني بحذافيره فانني استخدم اللون استخداما صارخا جائرا حتي اعبر عن نفسي بقوة (( .
ولقد جاءت التعبيرية لتعيد الاهتمام بعنصر الدراما الانسانية في اللوحة .. ويحل محل الشكل المنطقي احساسا عاطفيا .. لذا تصبح وجوه الفيوم حالة تعبيرية تجمع بعيونها الشاخصة بين رعشة الخوف الانساني والسحر الكوني .. وزهور عباد الشمس عند فان جوخ وايضا حذاؤه حالة تعبيرية اخري .. ولوحة الحرب عند شاجال لما تحمل من الخروج علي المنطق الطبيعي للعناصر من الجياد والمراة والطفل وما تمثل من ضياع الانسان الذي يبدو ضئيلا ضائعا في بؤرة اللوحة .. ونساء بيكاسو في مرحلة الزرقاء يمثلون حالة درامية مفعمة بالتعبيرية خاصة وهو يقول : (( يتملكني العجب عندما نرسم الاشياء التي نراها نفسها دون التي نعرفها (( وقد تاكدت التعبيرية واخذت شكلا يضاف الي مذاهب الفن ومدارسه بعد ظهور حركة الجسر في درسدن بالمانيا والتي ضمت كل من كيرشنر وسميت رتلوف وهيكل ونولدة واوتو ميلر وقد التفوا حول راية النرويجي مونش .. ومن هنا كان لالمانيا دور كبير في التعبيرية ليس لمجرد كونها تيارا سائدا في الفن بل ايضا فلسفة حياة .. حتي وصفا بانها ظاهرة المانية في المقام الاول .
والفنان وجيه وهبة تمثل اعماله عمق التعبي رية .. وتعد ايضا بمثابة اضافة الي هذا الاتجاه .. خاصه وهي اعمال مثقلة بدرامية اللون وفي نفس الوقت تبدو في ايقاعات تجريدية مع المحافظة علي هوية الاشكال حيث يبقي علي بعض التفاصيل مما يجعله اقرب الي التعبيريين المجددين وهو يهتم باعاده بناه التكوين في فضاءات تتدفق فيها العاطفة باطلاق
العنان للون الذي يفيض وينساب بلا حدود اوقيود .
الدراسة والثقافة
تمتد رحلة وجيه وهبه في الفن لاكثر من 45 عاما .. وقد جاءت بداياته الاولي في اعمال يغلب عليها الطابع الرمزي من جهة والتناول الرومانسي من جهة اخري وقد تجلي ذلك في معرض بقاعة الارض يعد اول معارضه بكليه الزراعه جامعه عين شمس .
واذا كان الفنان قد استوعب اتجاهات وافاق عديدة في الفن والتقت اعماله بعد ذلك مع التكعيبية والسيريالية .. الا ان التعبيرية فيما بعد اصبحت من علامات فنه .. ارتبط بها بما جعلها انعكاسا لعالمه .
وقد كان ذلك لوعيه الشديد بالابداع وثقافته التشكيلية الموسوعية .. مع ارتباطبه في البداية بفنون الطفل في مطلع الستينيات .. حيث عمل اخصائيا في هذا المجال .. يتامل بعين النقد والتقيم ويري باحساسه وقلبه ما يقدمه الاطفال من ابداعات في الرسم والتصوير والمجسمات النحتية خاصة وابداعات الاطفال مع تلقائيتها ورهافتها العاطفية تمثل مساحة من التعبيرية .
وربما كان لثورته علي السطح التصويري ايضا وانتقاله من حالة الي حالة .. اكبر الاثر في الانتقال الي التعبيرية والتي يمكن ان تستوعب مشاعره واحاسيسه وفي نفس الوقت يمكن ان يجسد من خلالها ما يستشعر بانه اسهام في معني الفن وحرية الفنان .. خاصة وهو يقول انه : (( لايخشي شئ بقدر خشيته من السقوط في فخ التكرارية الناجمة عما يسمي بالاسلوب القسري ذلك الفخ الذي يقع فيه الكثيرون تحت فهم خاطئ لمفهوم الاسلوب المميز للفنان فالاسلوب مسالة اكثر تعقيدا من مجرد وصفة متكررة لمعالجات وحلول شكلية ولونية ثابتة وعلي هذا فان مسالة التعرف علي بصمة الصوت لايتغير بتغير لغة الغناء )) .
درامية التعبيرية
ولا شك ان عالم وجيه ةهبة مع انتمائه للتعبيرية يمتد بابعاد درامية تجسد قلق الانسان المعاصر وما ينتابه من ازمات ومعضلات بفعل الحروب وبؤر الصراع وهو يعكس لتلك الصور التي نطالعها كل يوم من التمزق الانساني والتطاحن البشري .. باسلوب مسكون بالمشاعر والاحاسيس بفرشاة ذات كثافة لونية شديدة حيث يساهم اللون في ابراز معني التعبير ومعني الانفعال الداخلي والذي ينساب في هدير وفوران بداية من تلك الوجوه القلقة الصارخة احيانا والصامتة الغاضبة والساكنة في في احيانا اخري … كل وجه مساحة تعبيرية تملا اللوحة .. في لقطات (( كلوز اب (( وهنا يكون شاغله الاكبر اختزال كل الزوائد والتركيز علي مساحة التعبير والانفعال التي تتاكد من خلال العينين والفم .. مثل هذا الوجه الذي يفيض بالاحمر الناري .. مع تداخل لوني بلمسات من الاسود تحدد بعض التفاصيل الصغيره بحكمة تشكيلية .. ومساحتين بالاسود علي جانبي اللوحة .
وهو ينقلنا الي حالة اخري بوجه اخر عارق في الاخضر المشبع بالاسود .. مع بعض اللمسات التي تحدد التفاصيل ومساحتين بالاحمر الناري .. والوجه هنا يسبح في زمن ممتد بلا حدود .. مسكون بالحزن والاسي يبدو في المساحة بين الوجه والقناع ليس كاقنعة جيمس انسور التي تتعانق فيها الماساة بالملهاة .. ولكن قناع يحمل حالة وتعبيرا انسانيا واحدا تبعا لكل لوحة .
وربما كانت لوحته ذات الخلفية الزرقاء والتي يطل فيها الوجه الانساني برقبة طويلة وجسد عاري يمثل تجسيدا لهذا الخوف الانساني الساكن في البشرية في عصرنا الحالي وكانه مسيح العصر الحديث المثقل بالهموم والاحزان ومشاعر القلق تؤكده العينان الغائرتان والفم الصغير الحائر .. مع تلك الالوان الكابية من الزرقة واللمسات البيضاء التي تختلط باخري صفراء ومزيج من الازرق الداكن المدخن الذي يقترب من الاسود .. وتتاكد تلك الحالة ايضا في لوحه اخري تجسد وجها لانسان عاري ايضا يحمل عينين شاخصتين .. وفم فاغر يسبح في الصفره المشوبه بالاحمر وتمتد الخلفية بالاحمر مع الازرق الداكن .
وانسان وجيه وهبة يتغير من ايقاع الي ايقاع ومن حالة الي اخري .. وهو في احدي اللوحات يطل عاريا بلا ملامح بجسد ممدود باستطالة بالاسود الفاحم الممزوج بالازرق .. يبدو محفوظا بلمسات من الاحمر المشبع بالازرق والاخضر الخفيف .. وفي لوحة اخري نراه ايضا وحيدا بلمسات مضيئه من الابيض والازرق والاحمر .. وفي الخلفية تمتد مساحات الزرقة بشكل افقي تبدا من الليلي الداكن ثم تهمس بالازرق المشبع بالاخضر .. مساحات تجسد الحيرة والقلق .. وتجسد الخوف من المجهول .. خوف الانسان الذي اصبح يعاني من ملل الانتظار ويواجه مصيرا غير معروف .. مع ما يحدث بالعالم في وقتنا الحالي من تغيرات وتحولات تجذبه الي الوراء من العنف والدمار .
ولا يكفي وجيه وهبة بان يجسد انسان العصر بتلك الصور المجردة والتي تمثل رمزا او معني للوجود وسط ضبابيات الحياة ولكن احيانا يلجا الي تجسيد تلك المشاعر السلبية من خلال وجه امراة وكان الحياة وما يحدث بالعالم تطول المراة والرجل في وقت واحد كما نري تلك اللوحة التي تتوهج بالاحمر والابيض المضئ .. لامراة بعيون غائمة تضيق حدقاتها من فرط المعاناة .
ثنائيات الحزن والالم
ونتقل بنا في اعماله الي تلك الثنائيات التي تؤكد عمق ما يواجه الانسان من معاناه وما يلقي من ازمات .. يصبح وحيدا عاريا في بعض الاعمال يقف في عمق اللوحة بشكل راسي .. ويطل انسان اخر يستلقي بشكل افقي .. بمثابة اشارة الي الجاني والمجني عليه .. القاتل والقتيل .. كما في لوحة تشتمل علي مجموعة من السطوح المشبعة والمثقلة بدرامية اللون .. وفيها نري الانسان مجسدا معني الضياع والحيرة ومعني التمزق .. وتتنوع المستويات اللونية .. والسطوح بين الاصفر والاحمر الناري .. والاخضر والازرق البحري .
وتمتد الشخوص في لوحات اخري بثلاثيات من البشر .. كما في لوحته التي يصور فيها رجلا صارخا يغطي وجهه بيديه .. ولا نري فيها سوي عينان شاخصتان .. شاهدتان علي عمق الماساة .. وتتنوع اللمسات في الخلفية ونلمح شخصين في ايقاع ازرق حزين .. ايقاع تتنوع فيه اللمسات من الاحمر والاصفر والفوشيا .
وتحمل اعمال وجيه من جديد معني النقيضين .. من المذنب والضحية كما في لوحته التي يطل قابيل غارقا في الاصفر والخوف في عينيه .. وورائه يرقد هابيل مساحه من الازرق .. بتلك الخلفية الحمراء التي تجسد عمق الماساة .. ويغلب علي اللوحة طابع الحزن والسكون .. ينساب فيها الصمت .
وربما جاءت لوحته التي جسد فيها شخصين عاريين بالابيض المشبع بالازرق والاحمر .. بملامح ضائعة تائهة من فرط الحيرة .. تاكيدا علي عمق عالمه .. هذا العالم الذي يجسد ماساوية الحياة .
والالوان في مجملها في معظم اللوحات يغلب عليها الازرق الحزين مع لمسات من الاحمر والصفر .. في حواريات ومقابلات تعكس لرعشة الخوف ومساحات الشجن .. وهو ينتقل في بعض الاعمال الي ايقاعات يغلب عليها الالوان الزرقاء من الكحلي الداكن البحري متنقلا بين اطياف من البنفسجي مع الابيض .. مجسدا في النهاية العلاقة بالاخر في صور عديدة بين الماضي والحاضر .. ولكن في شخوص ذات ملامح مبهمة .. وعوالم تتارجح بين التجريد والتشخيص .. وبين الصمت والسكون والصوت المكتوم .. وقد يصل في اعماله الي كثافة تجريدية .. لكن لا تفتقد للمعني .. خاصة واللون هنا يتالق في مساحات درامية .. تبعا للحالة التعبيرية والشعورية.
Dualities of sorrow and pain
Wahba is also known as the painter of dualities of sorrows and pains manifested in a naked man standing in
the depth of the surface, while another man reclining on somewhere nearby. The two men must be denoting the
murderer and the victim. The drama of the grim situation is motivated by yellow, fiery red, green and navy blue.
A trio of men occupies another painting. One of the three men (the eyewitness) covers his face with his hands
and peeps through his fingers into wretched circumstances humanity is suffering from. His two colleagues are
discernible in chimes of grim blue, red, yellow and fuchsia in the background. The first ever murder on Earth is
the chief theme of a painting, featuring scared Qabil being overwhelmed with yellow, while Habil lying in a pool of
blue. The red background intensifies the silence-prevailed atmosphere of sorrow.
The human tragedy is again exhibited in two naked persons in bluish and reddish areas.
Wahba expressed his state of mind and inner feeling by using chiefly dim blue with red and yellow touches. He
also used dark and navy blue, tones of crimson and white.
exceptional expressionism is also manifested in the faces displaying intensely signs of despondency, outrage and
anxieties and condemning silence. The painter deliberately abandoned details in the eyes and mouth to widen the
area of expressionism. The fiery red streaked with black to underline tiny details and compensate for the absence
of mature ones.
A face overwhelmed by blackish green is at the focal point in another painting. This time, the expressionist painter
came up with random brushstrokes underlining details and two spaces overwhelmed by screaming red. The face
gazing at an endless time, powerfully displays signs of despondency and sadness. Unlike James Ensor’s carnival
masks, Wahba’s portraits are intense with a human expression, which is not repeated in any sequel.
Wahba undoubtedly came up with stronger expression of the agony of humanity in the contemporary age in
the painting, in which a naked human figure with an extraordinary long neck, emerges from a blue background.
Apparently belonging to the Saviour in the modern age, the pouting human figure is a dramatic display of panic
and frustration gripping humanity hard. The signs of despondency and agony are also discernible in the eye
sockets. The drama of the painting is invigorated by subdued and dim blues and white touches sprinkled with
yellow and blackish blue. Wahba’s crestfallen Saviour reappears in another painting featuring a naked, wide-eyed
and opened-mouth. The painter used reddish yellow against red and dim blue background. Wahba’s Saviour was
denied its details in a third painting. The elongated body is stressed by bluish black and touches of red mixed
with blue and light green. A fourth painting features Wahba’s human figure suffering from a state of loneliness.
The painter used bright touches of white, blue and red. Signs of anxiety, restlessness and fear are provoked in
horizontal greenish blue areas. According to Wahba, man is not alone the victim of war atrocities and violence
overpowering humanity in the modern age. A painting beaming with red and bright white testifies that woman is in
the same boat in this respect.
Wagih Wahba
Exceptional Expressionism and the Intensity of Abstract
Expressionism is the use of subjective feeling, the artist’s state of mind and emotions to provide extraordinary
dimensions in the place and time for what we see in the external world. Rejecting the objective recording of images,
expressionism is fulfilled in the colour, the form and rhythm. The artist suggests a new vocabulary of colours, in
which horse is blue, the human face is green, the roaring sea waves are fiery red. Also under expressionism,
the sun becomes beige or crimson. (Art critic Na’iem Attia, expressionism is the interpretation of the artist’s soul
and his state of mind). For example, feeling unhappy and upset, the artist will unavoidably use dim colours for
expressing what he sees, even if the sun is shining. Exponents of Expressionism are said to be given a central
role universally. They are, moreover, acknowledge for being the powerhouse of universal wisdom and thoughts.
In a letter he sent to his brother Theo, van Gogh had stressing that his colours should chime with his thoughts and
state of mind. In a letter he sent to his brother Theo, the great painter says: “I use colour more arbitrarily so as to
express myself more forcibly.”
There is hardly any doubt that the painters of Fayum Portraits sought Expressionism to depict awe-inspiring
atmosphere and human anxieties in the gaze in the Fayum Portraits. Van Gogh’s sunflowers and his shoes are
also the fulfillment of expressionist vision, interpreting the artist’s state of mind and feeling. Chagall’s painting,
which dramatizes man’s anguish and despair over armed conflicts, is also an overblown state of expressionism
represented in horses, the woman and the child. The objective recording of what we see had also been rejected
by Picasso. He celebrated Expressionism in his females during his stage of blues.
Expressionism was established firmly after a group of German students at the Dresden Technical School launched
die Brucke (the bridge). Its members, who include Kirchner, Schmidt-Rottluff, Heckel, Nolde and Otto Muller, grew
in stature after they united behind Norwegian artist Edvard Munch.
Concerning Egyptian painter Wagih Wahba, he initiated an exceptional expressionism manifested in the drama of
the colours and syncopated rhythm, without reducing the identity of the shape. Wahba pays special attention to
the composition in the space to free his colour and prompt it to ebb and flow uproariously.
Study and Culture
In the early stages of his 47-year artistic career Wahba’s paintings were influenced by Symbolism and Romanticism.
Wahba’s Symbolism was exhibited in his first solo show, which was organised in the Land Hall at the Faculty of
Agriculture, Ain Shams University. Shortly after, signs of Surrealism and Cubism began to creep onto his paintings.
The Egyptian painter celebrated the eureka moment when expressionism attracted his attention.
Perhaps, Wahba’s attention war drawn to Expressionism in the 1960s of the last century when he was assigned
to examine and review children’s artistic activities,
such as drawings, paintings and sculptures. The
Egyptian painter’s enthusiasm to Expressionism
became irresistible when he rebelled against the
pictorial objectivity in the surface. In his explanation
of the new chapter in his art, Wahba said that
he sought expressionism, otherwise he would
make the mistake many artists unintentionally
had when they had a confused understanding
of what is the distinctive style. “The exceptional
style the artist seeks is a sophisticated issue
more than being repetitions of the shape or the
colour,” the expressionist painter points out. “For
example, the voice print does not alter when the
chimes of the song change.”
The drama of expressionism
Widely recognised as the pioneer of neo-
Expressionism, Wahba used thick, vociferous
brushstrokes to express man’s anguish and
despair as a result of wars and conflicts. Thick
colours flow powerfully to underline the meaning
inspired by the artist’s inner feeling. Wahba’s
In collaboration with
Art critic Salah Bisar
(essays and critical reviews)